عندما جاء عمّار اللحّام إلى ألمانيا، كان الأمر بالنسبة له بمثابة صدمة ثقافية حقيقية. ولكن السوري الجذاب تحدى كافة الاختلافات والمعوقات، ويعمل ثانية اليوم كـ فَنّي أسنان.
حكايتي
„الاعتراف يعني بالنسبة لي إمكانية الحصول على درجة مَعلّم في تقنية الأسنان.“
جعل الناس يبتسمون، هو أجمل ما يجده عمّار اللحّام في مهنته. فالسوري المولد فَنّي أسنان بجسده وروحِه. ولقد كان مُهما للغاية بالنسبة للبالغ من العُمر 30 عاما، حينما فر إلى ألمانيا عبر تركيا في عام 2015، أن يمكنه العمل هنا أيضا في مهنته، الأثيرة لديه. ولتحقيق هذا الهدف، تحدّى عمّار اللحّام كافة المعوقات والاختلافات.
ووفقا لما أورده عمار اللحام، كانت الفترة الأولى في ألمانيا بالنسبة له بمثابة صدمة ثقافية حقيقية: "إنها ثقافة مختلفة، ونمط مختلف للحياة. لقد واجهت مشاكل مع اللغة، ولم أكن أعرف ما يتعين علي فعله". لكن البالغ من العمر 30 عاماً لم يسمح أن ُتثبط همته. وقد ساعدته إحدى الجمعيات العاملة في مجال المسائل والمشاكل المتعلقة بطالبي اللجوء - حيث لم تقتصر المساعدة المقدمة اليه على أمور المعيشة اليومية فحسب، بل قُدمت إليه أيضا نصائح إرشادية متعلقة بالفُرص المِهنية المُتاحة له. وبينما كان يُشارك بِنَهم في دورات مكثفة في اللغة الألمانية بـ معهد جوته، قام بخوض وإتمام دورتين تدريبيتين، دبرتهما له الجمعية لدى فَنّي أسنان، ثُم في عيادة تقويم أسنان أيضا. بعد ذلك عينته الأخيرة لديها كفَنّي أسنان. عمار اللحام يُقدّرعمله، حتى لو كان أسلوب العمل مختلفا عما عليه في سوريا. "إننا نعمل هنا على نحو أسرع، وأكثر دقة، كما أن التنسيق بين الطبيب والمختبر أشد تركيزاً. إنني أتعلم الجديد يوميا، وينتابني شعور طيب عندما أعمل بشكل جيد ".
إلا أن هدف عمّار اللحّام كان في واقع الأمر بلوغ درجة مَعَلّم في تقنية الأسنان. ولتحقيق ذلك، احتاج إلى الاعتراف بمؤهلاته المهنية، التي حصل عليها في الخارج، ومن ثم اتصل بغُرفة المهن الحِرفية "Handwerkskammer Heilbronn-Franken"، وتقدم بـ طلب الاعتراف في أبريل 2017. ونظرا لأن وثائقه ومستنداته كانت غير مكتملة بسبب ظروف فراره، فقد عرضت عليه غُرفة المهن الحِرفية إجراء تحليل مؤهلات. وقد تم تحديد موعد لذلك على وجه السُرعة، وفيه أثبت البالغ من العمر 30 عاما قدراته ومهاراته في مختبر ببلدة Schriesheim القريبة من مدينة Heidelberg. "كان يتوجب عليّ حل مهام مختلفة، على سبيل المثال تصنيع جزء من طقم أسنان. كان القائم بالاختبار راضيا جدًا عن أدائي، لدرجة أنه قدّم لي وظيفة". بعد ذلك بوقت قصير، حصل بالفعل على الاعتراف كـ فَنّي أسنان.
عمّار اللحّام يقترب الآن أكثر من تحقيق حلمه المهني. فـ الاعتراف والوظيفة الثابتة، يمنحانه الأمن والأمان لتخطيط خطواته التالية بِرَوية. وبذا فلم تعُد تعترض طريقه أية عوائق لنيل درجة مَعلّم تقنية الأسنان.
جرت المحادثة مع عمّار اللحّام في يونيو 2018. وقد تلقى خلال عملية الاعتراف مَشورة ودعما من رابطة " "Freundeskreis Asyl ومن "غُرفة المِهن الحِرفية Handwerkskammer Heilbronn-Franken كجهة مُختصة.
إجراءاتي في لمحات
- من سوريا، يفر "عمار اللحّام" عبر تركيا إلى ألمانيا في العام 2015. ويأمل حامل مؤهل "فنّي أسنان“، أن يعمل هنا في مهنته.
- إنه يتعلم اللغة الألمانية في معهد جوته (Goethe-Institute). وتتوسط جمعية مختصة بشئون اللاجئين، كي يحصل على تدريبين عمليين لدى "فني أسنان"، وفي عيادة لتقويم الفك والأسنان.
- بعد الانتهاء من التدريب العملي، يحصل "عمار اللحّام" على وظيفة "فني أسنان".
- في أبريل 2017، يتقدم بطلب للحصول على "الاعتراف" لدى غرفة المِهن الحِرفية "Handwerkskammer Heilbronn-Franken"، حيث يُثبت كفاءته ومهاراته خلال إجراء "تحليل المؤهلات".
- بعد ذلك بوقت قصير، يتلقى "عمار اللحّام" الاعتراف كـ "فني الأسنان" وهدفه القادم هو "مَعلم" (أسطى) تقنية الأسنان.
من خلال مشاركة هذا المحتوى، فإنك توافق على أن معلوماتك سيتم نقلها إلى الخدمة المعنية وأنك قرأت سياسة الخصوصية.